المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
لم يتفاعل اللبنانيون بأي انتخابات اميركية مثلما تفاعلوا اليوم بانتخابات 2020 بين ترامب و بايدن. ولم يتفق الرأي العام اللبناني بشيعته وسنته بنسبة كبيرة كما هم اليوم، السنة يؤيدون ترامب كعنوان لتخليصهم من نظام الفساد والجماعات المدعومة ايرانياً. امّا الشيعة فيتأملون ببايدن للخلاص من ترامب الذي عمل في عهده الى خنقهم بالعقوبات وأضعف حالهم وأحوالهم، فباتوا يُصارعون مع المرشح الديمقراطي بايدن للفوز، آملين بالخلاص واعادة احياء الملف النووي والجلوس سريعاً على طاولة المفاوضات. ومع الأسف لا يوجد مرشح يجمع بين الاثنين.
هناك شريحة من اللبنانيين يتساءلون ماذا نستفيد من دعم ترامب او بايدن ؟
في وقت نجد دول كبرى كروسيا والصين، تصل للتدخل بالانتخابات الاميركية، ولتأييد مرشح دون آخر لمصالح دولتهما ونجد كل دول العالم تدعم لوبيات داخل اميركا لنصرة مرشح على آخر داخل اميركا بما يتوافق مع مصالح دولهم وشعوبهم. الا في لُبنان نجد من يعادي ترامب بالنيابة عن دولة اجنبية كايران.
لماذا ترامب الأفضل للإيرانيين؟
ان السيد بايدن وعد، وفي حال فوزه، بالعودة الى الاتفاق النووي، ففهموا بأن ذلك سيعني إلغاء كل القرارت التي اتخذها الرئيس ترامب ضدهم.
وكم من متعجب من هذا النمط من التفكير والتحليل السياسي، الذي يظهرهم يتجاهلون، أو ربما يجهلون، ان شخصية الرئيس الأميركي، لا تؤثر بمبادئ وأولويات السياسة الخارجية، والخطط الإستراتيجية الاميركية واجندتها في المنطقة، والتي قطعاً ومنطقياً، لن تسمح في نهاية الأمر للنظام الايراني ان يحقق اية مكاسب خارج حدود جمهوريته الاسلامية الإيرانية،كما ان هناك امراً في غاية الأهمية، وهو ان القرارات التي اتخذها الرئيس ترامب، جرى توثيقها كقوانين ملزمة، ولايستطيع اي رئيس اميركي قادم ان يلغيها، وان رغب في ذلك فعليه ان يخوض معركة قانونية، ستأخذ وقتاً طويلاً، قد يمتد الى سنوات من اجل ان تلغى، هذا ان توفرالنصاب القانوني في مجلسي الكونغرس، والذي لايزال مجلس الشيوخ ذو اغلبية جمهورية، ولن يتأثر بشخصية الرئيس .القادم
لذلك فبقاء ترامب افضل كثيراً للايرانيين، لانه ان فاز فسوف لن يتبقى لهم امل بالمقاومة، وسيجبرهم على قبول شروطه والانسحاب الى داخل حدود ايران والعمل على تطوير بلدهم والاهتمام بمشاكل شعوبهم المنكوبة. اما اذا فاز بايدن، فربما سيجرهم الى فخ اخر، ويستدرجهم الى حالة من الركض واللهاث وراء سراب، وينتهي بهم الى نفس النتيجة، لكنهم سيكونوا انذاك قد خسروا الوقت والمال، والكثير من الرجال.
لبنان بلد محتل !
في لبنان تم زرع اسوأ نظام الا وهو نظام المحاصصة السياسي والطائفي والقومي المقيت والفاشل بامتياز، وادخل المجتمع في دوامة من الحروب والقتل المتعمد على اساس الهوية، وبسبب ذلك وغيره فقد لبنان عملياً الاستقلال السياسي والاقتصادي والامن.
عملياً لعبت القوى الدولية والاقليمية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية دوراً رئيسياً في اضعاف لبنان في جميع المجالات، بإعتبار لبنان اليوم بلداً محتلاً من ايران واتباعه ويُعادي اميركا، وليس بلداً يملك الاستقلالية التامة لا في الميدان السياسي والاقتصادي والعسكري والامني.
هدف اميركا تجاه لبنان هو تصدير نموذج الديمقراطية الاميركية للبلد، على امل ان يصبح لبنان نموذجاً للرخاء والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
ولكن الذي حدث للبلد لا يحتاج إلى تعليق.!
ويبقى السؤال من سيفوز ؟
فالصلاة أوشكتّ ان تنتهي والتكهن من بعد الصلاة لا يجوز!